--------------------------------------------------------------------------------
إهداء :
إليها..
تلكَ الشمس الخجوله
التي فتحت نوافذ القلب على زرقة المدى
وغمرت نرجس الروح بقليلٍ من الندى
الى ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
بعضاً من ظلّي.. ظِلِّها... !!
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن .. بين حُمّى البحر ونافذة الندى
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
لكِ أن تمُدّي إصبَعيْكِ إشارةً للنصرِ
فوقَ ضريحهِ
يكفيهِ أو يكفيكِ أنّهُ فيكِ حَيٌّ
رغمَ أنفِ الموتِ
لا ريحٌ ستأخذهُ لغربةِ روحهِ
في طينِ آدَمَ
كانَ يبحَثُ عنكِ في مرآةِ نفسِهِ
لمْ يُصدِّق ظاهِرً المرآةِ
فالمرآةُ أكذَبُ من سرابِ يقينهِ الدمَويِّ
في صحراءِ هاجَرَ
يومَ أن وَلدتهُ في كوفيّةٍ من روحها ورياحِها
نذرتهُ للرؤيا فعذّبَهُ اليقينُ
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
لكِ أن تَمُدِّي إصبَعَيكِ إلى السماءِ
منارةً تهذي بحُمّى البحرِ
في غَبَشِ المدى
لا شيءَ في بالِ النوارسِ
غير ذاكرةِ النّدى
فافتَحْ لها يا بَحرُ بابَ السرِّ
كي تأوي إليكَ وتطمَئِنَّ على مَهاجِعِها
التي انتظرتْ هُناكَ
فكادَ يقتُلُها
ويَقتُلُنا
ويقتُلُكَ الحَنينُ
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
لكِ أنْ تمُدّي إصبَعَيكِ
إشارةً للنصرِ فوقَ ضَريحِهِ
فالموتُ أَصغَرُ منْ شهادَتِهِ التي ارتَفَعَتْ
كمئذنةِ القيامةِ في صلاةِ الفجرِ
مُدّي إصبَعَيكِ إلى جَبينِ الشمسِ
ينكَسِف الجَبينُ !!
هِيَ حِكمَةُ الموتِ القديمَةُ
إنّما يَستيقظ الشهداءُ مثلَ شقائقِ النعمانِ
عندَ الفجرِ
يغتَسِلونَ بالدَمِ ِ في مَخاضِ الأرضِ
مُدّي إصبَعَيكِ
كبَرقَتينِ
وطَلقَتيْنِ
لَسَوفَ ينفَطر الجَنينُ..
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
لَكِ أنْ تَمُدّي إصبَعَيكِ إشارةً للنصرِ
فالأقمارُ ترصُدُ موتَنا في كُلِّ زاويَةٍ
وتحتَرفُ الإثارَةَ في رِهانِ الدّمِّ
لا تُخْفي دُموعَكِ
إنّها مَطَرُ الحقيقةِ في ضَبابِ الموتِ
يندى الصخرُ تحتَ رَذاذِهِ الصيْفيّ
إنْ سضقَطَ الرذاذُ
يَئِنُّ تحتَ لهيبِهِ وَيَلينُ
أيّ حقيفةٍ أجلى منَ الدمعِ المُقدَّسِ
في مَرايا العَينِ
ظلُّ الوَحيِ مرتبِكٌ على عَينيكِ
كَمْ وَحيٍ سَتذبحهُ بخِنجَرها العيونُ ؟!
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
لكِ أنْ تَمُدّي إصبَعَيْكِ إشارَةً للنصرِ
فوقَ ضريحِهِ
يكفيهِ أنَّكِ فبهِ
أو يكفيكِ أنّهُ فيكِ رغمَ الموتِ
لا ريحٌ ستأخذُهُ بعيدا عنْ هواجِسِ قلبِهِ المحمومِ
في أفُقٍ رمى للبحرِ نافِذةَ الندى
مت أضيَقَ الأُفُقَ الذي
لا يفتحُ الشبّاكَ للرؤيا
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
لكيْ تَلِدَ المَدى !
هُوَ في يَدَيْكِ الآنَ حَيٌّ في ثِيابِ النومِ
مَنْ وَهَبَ الزنابِقَ لونَ هذا الدضمّ ؟
منْ رَفَعَ المَسيحَ على صليبِ الوهمِ ؟
ايّ قيامةٍ وَهَبَت يَدَيْكِ حجارَةَ السجّيلِ ؟
مُدّي إصبَعَيكِ إذَنْ
لِتنتَصِرَ السُنونو !!
مُفتَتحُ النَّخيل ..
على هامِشِ البَحْرِ
مَرَّ قراصنةُ الليلِ
كانَ المكانُ نوافِذَ تُفضي
إلى شرفةِ اللهِ في زرقةِ المنتهى
كَسروا نِصفَ ظهري
وألقوا على شاطىءِ الروحِ ذيلَ خريفِ الخرافةِ
خطّوا على صفحةِ الرملِ أسماءَهُمْ
واستراحوا قليلاً
على شرفةِ البحرِ قالوا :
لنا البحرُ
والبرُّ
والنهرُ
جِئنا منَ الماءِ للماءِ فوقَ حِمارِ الأساطيرِ..
كُنتُ وحيداً
أُهيىءُ في ساعةِ الجَزْرِ مَدّي
فلي موجةٌ في أعالي البحارِ
ولي حجّةٌ في مرايا النهارِ
دَمٌ حاضرٌ في السلالاتِ يملأُ سِفرَ زمانِ المكانِ
ونجمٌ عصيٌّ على جاذِبيّةِ كلِّ المداراتِ
يَحرسُ حولَ الثريّا
مدارَ انتظاري
على هامشِ البحرِ
مرَّ قراصِنَةُ الليلِ
كانَ الزمانُ يَعُدُّ أصابِعَهُ العشرِ
حولَ مرايا الأصيلِ
ويومىءُ للشمسِ تخلَعُ سِروالَها الداخِليَّ
على شَبَقٍ واقفٍ في انتصابِ النخيلِ
رَمى البحرُ خلْخالَهُ ذاتَ يومٍ
على ساحِلِ العمرِ
لمْ نلتَقِطْ أنفاسَنا في زحامِ المرايا
ولمْ نكشف السرَّ في هَودَجِ الليلِ
كَيفَ نُصَدّقُ أنَّ على هودَجِ الليلِ
نعش النهارِ ؟!
لَنا شُرفَةٌ تَشتَهيها العَصافيرُ حينَ يَضُبُّ الظلامُ
فكيفَ نُطَمْئِنُ زَوجاتنا الغافياتِ
على قَمَرٍ في سريرِ الغمامِ
بأنَّا نُلَقِّطُ عنْ بيدَرِ الريحِ أحلامَهُنَّ
ونحرسُ في عابَةِ الروحِ أعشاشَهُنَّ
على توتَةِ القَلبِ نأوي إليها
ونؤوي إليهِنَّ في آخِرِ الليلِ
سِربَ الكَناري..
على هامشِ البحرِ
مرَّ قراصنةٌ عابرونَ على صفحَةِ الرملِ
مرَّ التتارُ هُنا
كَسَروا نِصفَ ظَهري
وكُنّا نَظُنُّ انكِسارَ التتارِ
هُنا هامِشُ البحرِ مُرّوا على زَبَدِ التيهِ
مثل فقاعاتِ ماءِ الخرافةِ
لا شيءَ إلاّ الهوامش في سيرةِ الرملِ
مُرّوا
فلي مَوجَةٌ في أعالي البحارِ ولي حُجّةٌ في مرايا النهارِ
ولي أنتَ يا بَحرُ
مُفتَتَحٌ للنّخيلِِ
وفاتِحَةٌ لانتشاري...
ثمّةَ امرأةٌ تُشعلُ البَحر
عصافيرُ الهوى عادت
إلى قلبي تُحاكيهِ
وعادَ الحُبُّ يُشغعلني
ويُشغلني
بما فيهِ
ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..
فرُدّي شَعرَكِ المنعوفَ
شلالاً منَ التيهِ
ولا تتردّدي أبَداً
بأن تتمدّدي كالبحرِ في خُلجانِ خاصِرَتي
وأنْ تتجدّدي كالموجِ
يَطويني وأطويهِ
وأنْ تتسفّعي في الشمسِ عاريةً
على رَملٍ
يُدَغدِغُ بَطّتيْ ساقيكِ
لا تَرِدي مياهَ البحرِ كَيْ " تَتَحَمَّمي "
أخشى اشتِعالَ البحرِ
وآلهَفي..
إذا أشعلتِ ماءَ البحرِ قولي
مَنْ سَيطفيهِ ؟!
أُُحبُّكِ آهِ يا امرأةً
ينِزُّ الشهدُ من فيروزِ سُرّتِها
كأنَّ خليّةً للنحلِ تصحو في شراييني
وتأخذني
وتَرميني
كزوبَعَةٍ على شطَّينِ مرتَبِكَيْنِ
في زِنّارِ " بِكّيني "
أنا والبَحرُ مُندَهِشانِ أيّةُ زُرْقَةٍ أحلى
مياهُ البحرِ أمْ عَيناكِ ؟
إنَّ البحرَ يسرقُ زُرقَةَ العينينِ
فانتبهي
" وَخَبّي " البحرَ في عَينيكِ مِكحَلَةً
إذا ما شاءَ جَفنُ العينِ
يُخفيها وَيُخفيهِ...
أنا والبَحرُ مُندَهِشانِ تسبقُنا أصابعُنا
إلى قَدَمَيْكِ
نَلتَمِسُ احتِفاءَ العاجِ بالأمواجِ
فاستَلقي كآلهةٍ على ياقوتِ دَهشَتِنا
أنا والبَحرُ سَلّمناكِ ماءَ الروحِ
إنْ " تَتَحَمَّمي " يوماً بماءِ الروحِ
تُحييني وتُحييهِ...!!ف .. ل.. س .. ط .. ي.. ن ..